ما معنى الطب البديل ؟
الفكرة الأساسية :
يعتقد أطباء ومعالجو الطب البديل بأن العلاج لا يكون ناجحاً إذا لم يتعامل
مع المريض ككل . بعبارة أوضح ، ليس علاجاً ناجحاً ما يحاول شفاء الحالة
المرضية بالتعامل مع ذلك الجزء من الجسم الذي تبدو عليه أعراض تلك الحالة .
فالذي يشكو من الربو لا يشفى بإعطائه عقاقير تتعامل مع الجهاز التنفسي
فحسب . والذي يشكو من الصداع المزمن لا يشفى بتناوله قرصاً من أقراص
الأسبرين إلا لفترة من الزمن ثم يعود إليه الصداع كما كان .
وحتى في الحالات الأصعب كالسرطان ، ليس علاجاً ناجحاً ما يتعامل مع المنطقة
السرطانية فقط وواقع الحال يبين لنا بوضوح صحة هذا الرأي . فإن السرطان من
الممكن أن يتوقف لفترة من الزمن بواسطة العقاقير الكيماوية أو بالتعريض
للإشعاع ، ثم يعود إلى النشاط . وحتى العملية الجراحية التي يلجأ إليها كحل
أخير لاستئصال الخلايا السرطانية فإنها لا تعطي ضماناً بعدم ظهور السرطان
في مكان آخر ، والشواهد كثيرة جداً على ذلك .
إذاً ما و الحل بنظر الطب البديل ؟ أو ما هو المرض حقيقة ؟. من وجهة نظر
الطب البديل فإنه في أغلب الأحيان لا يوجد مرض بل إنسان مريض .ففيما عدا
الإصابات الخارجية كالكسور مثلاً ، لا يصاب الإنسان بمرض ، أو لا يؤثر فيه
المرض فلا تظهر عليه آثاره ، إلا إذا كانت هناك مشكلة داخلية أصلاً. وهذه
المشكلة قد تكمن في جهاز المناعة ، أو في التوازن الداخلي القائم في الجسم
كما خلقه الله تعالى وإلا فلماذا يجلس شخصان في غرفة واحدة وهما يعودان
مصاباً بالأنّفلونزا مثلاً فتصيب الأنّفلونزا أحدهما بالعدوى ولا تصيب
الآخر عائلة كاملة طعاماً واحداً فيصاب البعض بتسمم ولا يصاب البعض الآخر ؟
وحتى بعد إصابة شخصين بالبرد مثلاً فإن أحدهما يتماثل للشفاء أسرع من
الآخر،حتى وإن كانا متساويين في صفات الجسم والسن والبيئة ؟ .
وعلى هذا،فإن الطبيب والمعالج عندما يعطى الدواء الفلاني أو يقوم بتدليك
معين أو يضع الإبرة ( الصينية ) في مكان ما، إنما يحاول إعادة التوازن
الطبيعي للجسم بمساعدة قدرة الجسم الذاتية لمقاومة الأمراض . فإذا ما عادت
هذه القدرة إلى وضعها الطبيعي قاومت المرض وقضت عليه .
ولهذا تجد أنّ نزلة البرد لا تحتاج لكي تزول أعراضها لأي دواء . ولا يحتاج
الجرح ، حتى وإن كان عميقاً ، إلى أي تدخل ليشفى . ولا يحتاج الكسر من
الجراح إلا بأن يضع طرفي الكسر من العظام في مكانهما الصحيح ليلتئم بعد
فترة من الزمن .و غير ذلك كثير .
إن هذه النظرة الكلية HOLISTIC ) ) هي حجر الزاوية في الطب البديل وبالتالي هي نقطة الاختلاف الأساسية بينه وبين الطب المتداول .
جوانب أخرى أولاها هي عدم رفض الطب البديل لخبرات البشرية الطويلة في
العلاج لحساب تفكير لم يمض عليه كثيراً و أثبتت الشواهد اليومية عقمه في
كثير من الحالات .
فالطب البديل يأخذ بالطرق العلاجية القديمة التي أثبتت كفاءتها بأن تعاملت
بنجاح مع مختلف الحالات المرضية على مر العصور وبنفس الوقت فهو لا يترك
أسلوباً حديثاً إلا ويختبره ليري مدى صلاحيته لتخفيف معاناة المريض فلا
يمكن أن تكون الإبر الصينية مثلاً التي عالجت ملايين البشر لفترة آلاف
السنين ، لا يمكن أن تكون طريقة علاجية فاشلة ولا يمكن أن تكون الأعشاب
مثلاً التي عالجت ملايين البشر لفترة طويلة من الزمن طريقة علاجية فاشلة
هذا وسترى بأن بعض طرق العلاج البديل أحدث من العلاج المتداول ، وهذا أمر
مهم لمن يكرهون كل قديم لا لشيء إلا لأنّه قديم .
ولعمري لو كانت طريقتنا الحديثة في المعيشة طريقة صحيحة لم إذاً ارتفعت
معدلات الوفيات بالقلب والسرطان إلى مستويات مخيفة . ولم ارتفاع معدلات
الإصابة بهذه الأمراض وبالأنّهيار العصبي والكآبة وقرحة المعدة وعجز الكلى
إلى آخر القائمة إلى مستويات مرتفعة جداً ولم هذه الأمراض الجديدة كالأيدز
الذي إن لم يتم التعامل مع أسبابه أولاً وهي أسباب اجتماعية أخلاقية في
المقام الأول ، فسوف يقضي على قسم من البشر لا يعلمه إلا الله .
فإذاً ، ليس كل قديم خطأ ، وليس كل حديث صحيح .
وثانيها : تخلص المريض من أخطار الآثار الجانبية للعقاقير التي يلجأ إليها
الطب المتداول فهذه العقاقير ما هي إلا سموم ما إن تنفع من جانب إلا وتضر
من جانب آخر على عكس طرق العلاج البديل كما سترى في كل فصل على حدة ولعل
هذه السمة من أهم الأسباب التي تدفع الناس إلى الأخذ بطرق العلاج البديل .
وسأعطيك فكرة موجزة عن مخاطر بعض الأدوية المتداولة فيما سيأتي .
وجانب آخر هو الكلفة القليلة للعلاج البديل بما لا يقاس بالكلفة العالية
للطب المتداول والتي قد تصل إلى مبالغ لا يقدر عليها كما في العمليات
الجراحية ، هذه العمليات التي من الممكن تجاوز الكثير منها إذا
ما لجأ المرضى إلى الطب البديل منذ مراحل المرض الأولى .
وجانب آخر هو إحساس المريض باهتمام الطبيب أو المعالج أكثر بكثير من الطبيب
الاعتيادي والسبب وراء ذلك هو أنّ طرق العلاج البديل تتطلب معرفة متكاملة
بالمريض ؛ بيئته ، عائلته ، تاريخه المرضي وما قبل المرض ، ووضعه النفسي،
مهنته وغير ذلك كل هذا يجعله ملماً بشخصية المريض ومشاكله مما يتيح للمريض
فرصة التخلص من بعض المكبوتات، ويتيح له الظرف شخصاً متعاطف معه ويريد أن
يساعده. وهذا مفقود في معظم الدوائر الطبية الاعتيادية. وأحد الجوانب
المهمة جداً في طرق العلاج البديلة هو عدم الاختصاص! فليس هناك طبيبا
للعيون وآخر الأمراض القلب وثالث الأمراض المجاري البولية إلى آخر القائمة.
وهذا يعود إلى أن الفكرة الأساسية للعلاج تقوم على التعامل مع الإنسان ككل
كما أسلفناً و بذلك فعلى المعالج أن يكتشف السبب الرئيسي الكامن وراء
الأعراض الحاصلة في جهاز واحد معين من الجسم وعندما يجد الدواء المناسب،
أياً كان شكله، سيستطيع حل المشكلة.
وهذا ليس بالغريب حتى في الطب المتداول. ألا يوجد من بين مرض قرحة المعدة
من كانت حالته العصبية والنفسية هي السبب وراء حالته المرضية. فبدون إزالة
أسباب الحالة لن يشف المريض، بل سيظل يتناول حبوب منع الحموضة وغير ذلك من
الوسائل العقيمة إلى ما لا نهاية.
وفي الواقع فإن هذا يجعل ممارسة الطب البديل أصعب بكثير من ممارسة الطب المتداول وهذا واضح
منقول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ